الصحة والبيئة// الإنسانية- إب:
لحظات سعيدة شعر بها الأب لترتفع معنوياته وطاقته في انجاز عمله الزراعي اليومي في إحدى مزارعه بمنطقة السحول في محافظة إب، بمجرد وصول بناته الأربع إليه لتوصيل وجبة الصباح الإضافية له، ومساعدته بمهمة ردم حب الذرة في تراب المزرعة..
ولم تتوقف ابتسامته وطاقته تلك بعد مغادرة بناته الأربع مزرعته لعودتهن إلى البيت بطلب منه ليسبقنه إلى البيت لمساعدة والدتهن في تحضير وجبة الغداء..
الأب الذي ينتمي إلى آل الغرباني، استمرت طاقته وحماسته حتى وصوله الظهر منزله لتناول مأدبة الغداء في منزله مستبقاً وصولهن إليه.
سألته زوجته والدة بناته عن سر سعادته هذا اليوم الذي أختصر تعبيره عن سرها، ثم تسأله عن ما لا يحمد عقباه بعد وهي لاتعلم، فتتحول السعادة إلى صدمة وفاجعة لوقتٍ طويل يعيشها مع زوجته وعائلته ككل، تسأله :"والبنات أين؟ لم يصلن قبلك كالمعتاد قبل الظهر!"!
ليكن رده بجنون الصاعق من هول الفاجعة.. يتوجه مسرعاً للبحث عن بناته الأربع طيلة الطريق المؤدي من وإلى منزله ومزرعته تلك.. عند كل خطوة يزداد جنوانه، لأنه يعلم بأن تلك الطريق تمر من حافة ذلك السد المائي الكبير الذي تتجمع فيه مياه الأمطار والسيول.
وعند وصوله موقع السد، هناك حيث وجد الصدمة ليصعق بصرخاته منها كل من سمعها.
السد المائي الذي تمر على إحدى جوانبه طريق عبور بناته والمشاه، أبتلع بناته الأربع ولكن كيف مرّةً واحدة يا تُرى؟
أنزلقت إحدى الأخوات الأربع في ذلك السد المائي الكبير الغير محمي بالنسبة سلامة كل من يمر من تلك الطريق الوحيدة جواره، لتقوم الأخت الثانية بمحاولة مساعدة أختها لانقاذها، وبعد محاولتها التي استمرت بالعجز تكللت بانزلاقها لتنظم ضحية ثانية في صف أختها الضحية الأولى.
لم تبدو عنلية الإنقاذ بالنسبة للأخت الثالثة سهلة، فعملية إنقاذها للأختين معاً أزدادت تعقيداً!!
بعد محاولاتها الهشة والضعيفة كطفلة تواجه الرعب والخوف لانقاذ شقيقتيها، تسقط سريعاً جوارهن في السد ذاته.
الرعب الأكبر من نصيب أختهن الرابعة.. في حالة رعب.. تحاول انقاذ شقيقاتها الثلاث بوعي وسيطرة مفقودان.. متجرعة الخوف، تشاهد الموت، تعيش الصدمة أضعافاً ثلاثة.. تختصر لحظاتها تلك بقبول سقوطها واصطفافها هي الأخيرة الضحية الرابعة، جوارهن ليغادرن جميعاً أباهن بشكل مختلف عن توديعهن له بساعات في المزرعة ليعدن إلى منزلهم ليس إلا جثثاً هامدة، ولتشاهدهن أختهن الخامسة مشاهدة الحالم في النوم رؤية رعب، كما تتمناها.
………………………………………………………………………
للمشاركات والنشر والمقترحات والمبادرات والتواصل مع فريق وموقع الصحة والبيئة من خلال التواصل على:
777098281
………………………………………………………………………
إرسال تعليق