0

 



الصحة والبيئة// الإنتاجية.. متابعات ورصد: نوح الخالد - أكرم الصمدي- محمد الهاملي:

يخوض النحالين اليمنيين المحافظين على جودة العسل اليمني كمنتج محلي معركة صراع ومعاناة وتضحيات جمة، لتعبر فعلياً عن جزء من التحديات والمؤامرات التي يواجهها قطاع النحل والعسل اليمني حالياً..
يصارعون التغيرات المناخية في البلد الذي يتمتع بتغيراتها، بحثاً عن ظروف مناخية مثلى مفيدة للنباتات والزهور كمراعٍ ومصادراً غذائية للنحل.

ويتحمل النحالين الذين تحدثوا لـ "الصحة والبيئة" أعباءاً كبيرة وكثيرة، منها عناء تنقلهم الكثير والدائم في أنحاء البلاد بخلايا النحل الخاصة بهم على مدار العام بحثاً عن هذه الظروف المناخية التي باتت مقاصدهم بعد تدئورها في مناطقهم جراء ظروف وأسباب مختلفة أبرزها أعمال التحطيب الجائر لأشجار المراعي النحلية كتقطيع أشجار السدر والسلام والسمر والسيسبان بهدف بيعها وقوداً للأفران عوضاً عن أزمة المشتقات النفطية رغم إنتهائها، إلى جانب رش مزارع القات بالمبيدات، وبالمثل دخول أطراف خارجية غير شرعية باسم المنظمات الإنسانية والصحية وبمبررات رش الأشجار بمبيدات وسموم وأخرى كتلقيحات.! وأخرى أسباباً كما جاءوا بها.

سبب تراجع العسل اليمني:
وهنا يؤكد كبير النحالين اليمنيين يوسف الأسدي، وهو أحد موردي العسل البلدي اليمني للتجار اليمنيين، ومُصدّريه خارجياً: يمثل اهتمام بعض أصحاب محلات العسل وتجاره بالمنتج الخارجي المصنّع والمغشوش، المستورد من الهند والصين وباكستان وكشمير السبب الرئيسي السبّاق للعوامل الأخرى التي تلته كالتحطيب وغيره، وراء تراجع العسل اليمني وفقدان قيمته وتشويه سمعته محلياً وخارجياً.

والفجوة الكبيرة تتمثل في أن هذه الأنواع من العسل الخارجي تُباع في محلات وليس فردياً بشكل خفي أمام الرقابة والضبط الحكومي، بل بتواطؤ رسمي تجاه هذه المشكلة وتجاه مٌشكلة تحطيب أشجار المراعي النحلية وبيعها للأفران كبديل للوقود.

حلان استثنائيان:
وأضاف النحال والمورد الأسدي صاحب مناحل السلطان للعسل اليمني: الحل الأول لإعادة الإعتبار لمنتج العسل اليمني كهوية وطن، ولإنقاذ قطاع العسل والنحل معاً هو منع استيراد العسل الخارجي من جانب، ومنع أعمال التحطيب كإستشعاراً وطنياً ودينياً وأخلاقياً فاقتصادياً بالمسؤلية.

مراعي جافة:
النحال اليمني عبدالغني شماري، وهو واحد من آلاف النحَالين في اليمن، يتنقل بخلاياه بين العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بشاحنته للبحث عن بساتين السدر المزهرة: "أبحث في مناطق يكون فيها أمطار.. ‏الآن مثلاً في محافظة أبين، والآن أنا عائداً من أبين إلى صنعاء، نحن نجري بعد الأمطار".

مراعي مفقودة:
عبد الرحمن الحماطي، الذي تدير عائلته شركة لإنتاج وتصدير العسل في صنعاء، يقول: إضافة لتأثير تغير المناخ يتسبب قطع الأشجار المفرط من أجل الحطب في خسائر فادحة أيضا في إنتاج العسل.

مؤامرة حاضرة.. ومسؤلية غائبة:
ويقول أحد النحالين والذي آثر عدم ذكر اسمه بأن: هناك استغلالاً لأزمة المشتقات النفطية لإحداث أزمة في الإنتاج الوطني بالنسبة للعسل اليمني وايقاف تصديره للخارج، بدليل إنتهاء أزمة المشتقات واستمرار أعمال التحطيب الجائر والممنهج لأشجار المراعي النحلية التي يتغذى عليها النحل، فهذا التحطيب يستهدف بشكل رئيسي إنتاج العسل.
ويضيف: المواطن الذي يحطب ما يفهمش مدى خطورة هذا الموضوع ومن وراءه، ولايبالي بأننا سنصبح دولة مستوردة وغير مصدره بعد أن تصدرت عالمياً، لأن مناحلنا باتت تتغذى من المحاليل السكرية، كعمل ممنهج يستهدف الإنتاج الوطني ودون أي تحرك رسمي أو استشعار بالمسؤلية من قبل الجهات المعنية مثل وزارات الزراعة والبيئة والمحلية والداخلية وحتى النفط.

إيقاف الإستيراد:
ويرأ مراقبين ممن تحدثوا للصحة والبيئة بأن ايقاف إستيراد العسل الخارجي إلى اليمن الذي يمتلأ الأسواق اليمنية وأبرزه العسل الكشميري والهندي والصيني والباكستاني سيسهم في الحفاظ على سمعة ومكانة العسل اليمني كمنتج محلي وعلى جودته، وحماية قطاع النحل والعسل ككل مما يتعرض له من الداخل والخارج.

تحطيب .. وسموم:
وهنا يؤكد أمين عام جمعية النحالين اليمنيين توفيق المعمري صاحب مراكز دكتور عسل والمركز الدولي للعسل اليمني بأن معاناة تنقل النحالين هي جزء من التحديات التي يواجهها قطاع النحل في اليمن نايجة كل هذه الظروف، وذلك سبيلاً منهم في الحفاظ على جودة العسل اليمني من خلال البحث عن مصادر غذائية من الطبيعة وليس من المحاليل السكرية.
وأكد المعمري وهو كبير تجار العسل في صنعاء بأن معاناتهم هي نتاج لأعمال التحطيب الجائر التي تتعرض له المراعي النحلية المتمثلة بتقطيع أشجار السدر إلى جانب رش مزارع القات وغيرها بالمبيدات والسموم.

تغيرات مناخية:
من جانبه رئيس رابطة النحالين اليمنيين د. عبد الله ناشر يؤكد بأن معاناة النحالين اليمنيين باتت كثيرة وعلى عاتقم وحدهم يتحملون مسؤلية حماية قطاع النحل والعسل اليمني والحفاظ على مكانته كمنتج وطني أولاً وهوية يمنية متصدرة عالمياً مما يتعرض له من تحديات جمه حد قوله.. مشيراً إلى أن التقلبات الجوية الشديدة بسبب تغير المناخ زادت معاناتهم ببحثهم عن الظروف المناخية المناسبة بهدف إنتاج كميات معقولة وجيدة من عسل النحل الجبلي.

مؤامرة خارجية:
أخيراً.. إلى موقف وحدة العسل اليمني.. يوضح مدير الرقابة والتفتيش والضبط الأخ محمد نصر القائفي بعض أسباب التحديات التي يواجهها قطاع العسل اليمني.. لافتاً إلى التغيرات المناخية التي تتمتع بها اليمن منذ القدم، منا جعلتها تتصدر عالمياً في إنتاج وتصدير أفضل وأجود أنواع العسل، وظلت المؤامرات تحكي ضد الإنتاج اليمني بما فيه العسل، غير أن استهدافها له تعزز منذ بداية العدوان على اليمن ومن معه من دول الخليج، بطرقاً مختلفة وغير شرعية، منها عبر المنظمات الإنسانية وبرنامج مكافحة الأوبئة مثل الملاريا، وهكذا بأعذار ومسميات واهية.. تمكّنا من إيقاف معظمها مؤخراً بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة.



تصفّح أيضاً:


………………………………………………………………………
للمشاركات والنشر والمقترحات والمبادرات والتواصل مع فريق وموقع الصحة والبيئة من خلال التواصل على:
777098281
………………………………………………………………………

إرسال تعليق

 
Top