0


الصحة والبيئة// البيئية - أوبئة وكوارث: 

يُعدّ قطاع غزة من بين أكثر الأماكن عرضةً لآثار تغيّر المناخ على هذا الكوكب، ليس فقط لأنه يقع في قلب منطقة الشرق الأوسط المهدّدة باحترار مضاعف عن بقية العالم، بل أيضاً بسبب الحصار والحرب والإبادة الجماعية لسكان القطاع وبنيته السكنية والدمار الإسرائيلي والأمريكي الشامل والمستمر، وعمليات الإبادة الجماعية مع استمرار بقاء جثث ضحايا القصف المدمر للأحياء السكنية تحت الأنقاض حتى الآن.

لقد تضاعفت تداعيات تغيّر المناخ بشكل كبير منذ أن فرضت إسرائيل إغلاقًا وحصارًا استعماريًا استيطانيًا على قطاع غزة من 2007 وحتى الآن، واستهدفت بشكل مباشر وغير المباشر المكوّنات البيئية داخل القطاع. 

الحــــرب: 

مؤخرًا، ومع الحصار الشامل والحرب المشتعلة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قد يشهد القطاع كوارث مناخية وبيئية غير مسبوقة، مما يعرّض حياة أكثر من مليوني فلسطيني للخطر. 

المنــــــاخ: 

فعليًا، من الصعب التنبّؤ بالاتجاهات المناخية في قطاع غزة بدرجة عالية من الدقة لعدم وجود بنية تحتية لجمع بيانات الأرصاد الجوية هناك، وهو ما يمثّل في حد ذاته مشكلة كبيرة. مع ذلك، فقد طوّرت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية (IMS) مؤخرًا تنبؤات مناخية تمتد حتى عام 2100 للارتفاع المتوقّع في درجة الحرارة، والظواهر الجوية المتطرّفة مثل موجات الحر والعواصف المطيرة، وأنماط هطول الأمطار المحتملة. 

تستند هذه التنبّؤات، في جملة أمور، إلى محطات قياس قريبة من غزّة، والتي تعطي مؤشرًا لأنماط الطقس في القطاع المحاصر.

درجة الحرارة: 

بحسب النماذج، في ظلّ كافة السيناريوهات، سيرتفع متوسّط درجات الحرارة في غزّة، خاصة في فصل الصيف، وأيضًا في فصلي الربيع والخريف، وسيصبح الصيف أطول على حساب الشتاء، وسيرتفع متوسّط 

يشير البحث أيضًا إلى أنّ 97% من المياه التي تضخّ من طبقات المياه الجوفية الساحلية في غزّة ملوّثة ولا تلبّي معايير الجودة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وذلك بسبب الهجمات العسكرية المتكرّرة ضد القطاع، والتي تستهدف مرافق المياه والصرف الصحي بشكل عشوائي. 

شحة المياه: 

قد تكون ندرة المياه المتزايدة في غزّة قاتلة للكثيرين، كما تُعدّ المياه الملوّثة من أبرز الأسباب لوفيات الأطفال في القطاع. كما يسيطر الجيش الإسرائيلي أيضًا على الموارد التي تدخل إلى القطاع وتخرج منه، ويحظر العديد من العناصر الأساسية لبناء البنية التحتية للمياه باعتبارها مواد خطيرة.

الصرف الصحي: 

أدى تزايد محطات معالجة مياه الصرف الصحي وشبكات المياه غير الصالحة للعمل، إلى ضخ مياه الصرف غير المعالجة إلى البحر، مما تسبّب في تلوّث في أكثر من 70% من ساحل البحر بغزة.

تتميّز غزّة بخط وسهل ساحلي، وفي كلا المنطقتين سيكون هناك زيادة في عدد الأيام فوق 30 درجة مئوية بنسبة 60%، وزيادة في عدد الأيام فوق 34 درجة مئوية بمعدل ثلاثة أضعاف. 

ومن المتوقع أيضًا أن تصبح موجات الحر في غزة أطول وأكثر شدة وتواترًا، وأن تأتي في أشهر وفترات لم تأت فيها من قبل. 

علاوة على ذلك، يتوقع نظام الرصد الدولي انخفاضًا كبيرًا في متوسط هطول الأمطار في السهل الساحلي الجنوبي للقطاع، مما سيقلّل من إمكانية تجديد طبقة المياه الجوفية الساحلية بمياه الأمطار، وهو ما سيؤثّر بدوره سلبًا على الزراعة.

الأمطــــــار: 

في الوقت نفسه، ستصبح الأمطار أكثر شدّة، فتتسبّب العواصف المطيرة الشديدة في إتلاف البنية التحتية الكهربائية والمائية المتداعية، وحدوث فيضانات كارثية، كالتي ضربت غزّة في يناير/كانون الثاني 2022، ودمّرت مئات المنازل وعطّلت أنظمة الصرف الصحي، مما أجبر مئات الأشخاص على النزوح. 

من المتوقّع أيضًا أن يرتفع مستوى سطح البحر في المنطقة بمقدار 0.7 إلى 1.8 متر بحلول نهاية القرن، مما يؤدي إلى زيادة تغلغل مياه البحر في اليابسة بمقدار 0.5 كلم فوق معدل الاختراق الحالي الذي يتراوح بين 1-3 كلم، اعتمادًا على المنطقة. 

واقع كارثي

في ظل الظروف المناخية الصعبة في قطاع غزة، أدى الإغلاق الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي للقطاع، طوال السنوات الماضية، ولا يزال يؤدي حتى الآن، إلى إعاقة القدرة على تطوير مشاريع استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتلبية الاحتياجات المتنوّعة للسكان في وقت تشتد فيه عواقب تغيّر المناخ. 

ويُظهر بحث أجراه مايكل ماسون، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، دور الحرب والصراع في غزّة كتهديد مضاعف لتغيّـر المناخ، ما سيجعل آثاره أكثر خطورة.


على وجه التحديد، يؤدي الاحتلال العسكري الإسرائيلي بالفعل إلى تفاقم نقص الموارد المرتبطة بالمناخ بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان..  إذ أنّ الحكومة الإسرائيلية تشرف على نظام طبقي للحقوق والوصول، يتجلّى بشكل أوضح في حالة الماء، مع تخصيص ما يقرب من 80% من موارد المياه الجوفية المشتركة في فلسطين للاستخدام الإسرائيلي، بموجب اتفاقيات أوسلو. 

يزداد الظلم المائي بشكل أكبر في قطاع غزة الذي تضاءلت فيه قدرة السكّان على الوصول إلى مياه الشرب الكافية والآمنة.

………………………………………………………………………
للمشاركات والنشر والمقترحات والمبادرات والتواصل مع فريق وموقع الصحة والبيئة من خلال التواصل على:
777098281
………………………………………………………………………

إرسال تعليق

 
Top