0


الصحة والبيئة // التعليمية - صنعاء:

تصاعدت شكاوى أولياء الأمور في العاصمة صنعاء خلال الأسابيع الأخيرة من تفشّي حشرات البق والكتن (قمل الرأس) في عدد من مدارس أمانة العاصمة، في ظاهرة صحية مقلقة تنذر بكارثة بيئية تهدّد الطلاب داخل المدارس وتمتد إلى منازلهم.

وبحسب مختصين في الجانب الصحي، فإن هذا الانتشار يعود إلى تدهور مستوى النظافة العامة داخل المدارس، وغياب برامج التوعية الصحية الدورية، إضافة إلى عدم توفر حملات فحص ومعالجة دورية للطلاب، ما جعل البيئة المدرسية أرضًا خصبة لانتشار الحشرات ونقل العدوى بشكل سريع.

ويؤكد مراقبين أن أسباب المشكلة لا تقتصر على الجانب الإداري، بل ترتبط بشكل مباشر بالأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها الأسر اليمنية، حيث أدّى تدهور القدرة الشرائية وغياب الإمكانات المالية إلى عجز كثير من المدارس عن توفير ميزانيات تشغيلية لأعمال التنظيف والتعقيم، كما اضطرت الأسر إلى تقليص إنفاقها على مستلزمات النظافة الشخصية والمنزلية.

هذا الواقع الصعب يعكس مأساة إنسانية تتعمّق يومًا بعد آخر، إذ يجد كثير من الطلاب أنفسهم يذهبون إلى مدارسهم ببطون خاوية، في وقت تتكالب عليهم الحشرات والأمراض وضعف المناعة، ما يجعل الخطر مزدوجًا بين الجوع والمرض.

ويضع هذا الوضع الجهات الصحية والتعليمية أمام مسؤولية عاجلة لاتخاذ إجراءات فورية، من بينها تنفيذ حملات ميدانية للتوعية والفحص والمعالجة، وتوفير دعم لوجستي للمدارس، والعمل مع المنظمات الإنسانية لتأمين برامج تدخل سريع تحدّ من انتشار هذه الظاهرة وتحمي صحة الطلاب.

إرسال تعليق

 
Top